عبد الحق الريكي – تيفي 24
“أنا العربي الإفريقي الوحيد الذي اختير للعمل على أكبر مشروع تلسكوب في التاريخ”
الدكتور المغربي مصطفى بوسدر
“لا تفترض أن الوقت قد فات على الانخراط في ما تحب”
“ميتش ألبوم” في كتابه القيم “الثلاثاء بصحبة موري”
أشتري من حين لآخر جريدة أسبوعية باللغة العربية تصدر منذ زمن، من مدينة الدار البيضاء. كنت وما زلت أقرأ الجرائد، من قبل كنت أقرأ المساء وأخبار اليوم، قبل ذلك كنت مدمنًا على جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ومن قبل “المحرر”، ذلك أنني كنت أنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. أتحدث عن الجرائد باللغة العربية.
اليوم، في غياب تلك الجرائد لأسباب عديدة، فما زلت مدمنًا على الآراء السياسية، لذا أقتني جريدة يومية وأحيانًا عدة جرائد أسبوعية.
اشتريت الأسبوعية المذكورة سابقًا، لكونها وضعت صورة للمفكر الكبير “عبدالله العروي” حول كتابه الأخير. لأنني مدمن على كل مقالاته وكتبه. كانت هناك عناوين عدة أخرى واشتريت العدد لأن العدد سيتحدث عن العروي، رغم كوني اقتنيت كتابه الصادر باللغة الفرنسية.
ليس لدي مشكل في اللغات، فأنا خريج المدرسة العمومية ومنحدر من الشمال، لذا اللغات العربية والفرنسية والإسبانية ليست غريبة عني. لدي مشكلة مع الإنجليزية، وأحاول التغلب عليها. قررت إن أطال الله في العمر، أن أكتب رسالة الدكتوراه باللغة الإنجليزية.
قلت إنني أقتني كلما اقتضى الأمر ذلك، الجرائد الأسبوعية. فكان ذلك كما أسلفت الذكر. لكن عوض التركيز (وليس القراءة) على العروي، ركزت على استجواب آخر، ورد في نفس الأسبوعية: يتعلق الأمر باستجواب شاب مغربي ذو الثلاثين من عمره، أستاذ باحث في كلية العلوم بالرباط، متخصص في الرياضيات.
يخبرنا المستوجب وهو “الحسن آيت بيهي”، عندما ذهب لكلية العلوم بالرباط، أنه كان ينتظر كهلا، فإذا بشاب مغربي تلاتيني يطل عليه وعلينا (لم يدرس قط في إحدى الجامعات العالمية المرموقة، حتى لا يؤول قصدي، لست ضد مغاربة العالم).
هناك معلومات كثيرة حول هذا العالم المغربي في الأسبوعية أو في “غوغل”، لكن اسمحوا لي بهذه المعطيات:
– يعد العالم والدكتور “مصطفى بوسدر” من ضمن القليلين الذين اختارتهم “ناسا” لأكبر تلسكوب في العالم “ليزا” الذي سيتم إطلاقه سنة 2035،
– يدرس “علم الفلك”، وفي ذهن المغاربة (وأنا ضمنهم) هو التنجيم وقراءة المستقبل. يؤكد الدكتور بوسدر أن علم الفلك بعيد كل البعد عما يفكر فيه أغلبنا،
– من بين اختصاصاته، مثلا “الثقوب السوداء”(trous noirs)، الرياضيات التفاضلية (mathématiques différentielles)،
– هو مسؤول عن “القبة الفلكية” (planétarium) بكلية العلوم بالرباط،
– يقول الدكتور بوسدر، أنه يحزن للأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يختارون الذهاب إلى كليات الحقوق عوض كليات العلوم، لأنه يقول أن دراسة الفيزياء الفلكية (astrophysique) مجالات قد تفيد المجتمع المغربي والإنساني، ويقدم مثالين:
§ الأول، في مجال الطاقة النظيفة، وبالتحديد “الهيدروجين الأخضر” حيث يمكن استخراجه من النجوم،
§ الثاني يتعلق بالنيازك (météorites)، فهي تتوفر بكميات كبيرة على الذهب والألماس وجميع الموارد الطبيعية الأخرى (بما في ذلك الماء)،
– يؤكد أن وزارة البحث العلمي عليها الانكباب على هذا المجال لأن ذلك قد يجلب ملايين الدولارات، بل ملايير الدولارات إلى المغرب،
– يؤكد الدكتور بوسدر أن لديه قناة منذ مدة تسمى “مفارقة”.
يبدو أن مجال دراسته بعيد عن الاهتمامات المجتمعية مثل الخبز والشغل والتطبيب… وما إلى ذلك من هموم الشعب الحقيقية. لكن يبدو لي أن الدولة والحكومة لا تهتم بهذا أو ذاك. إنها تهتم فقط بالدفاع عن مصالحها والثراء السريع.
هناك مثل شعبي شائع في المغرب، يقول حسب تعبيري: إذا تلف الإنسان فليشد الأرض (وهو في غالب الأحيان صحيح).
إلا أن هناك شعوبا كثيرة تنظر إلى الأرض وأيضا السماء، لأن الأخيرة قد تحمي مستقبل البشرية.
السؤال هو الآتي: كيف يمكننا النظر إلى الأرض والنظر في الوقت نفسه إلى السماء؟
عمري يقترب من السبعين، أصبحت أعشق منذ فترة الثقوب السوداء والسماء والنجوم، أطلب من الله أن يمكنني العيش حتى أرى تلسكوب “ليزا” كما رأيت “هابل” و “جيمس ويب”…
كما قال الكثيرون يمكن أن نتعلم في أي وقت وحين… عندما نحب ما نعمل، وكما قال الفلاسفة عندما يكون لدينا حاسة التعجب، ليست لدي هذه الحاسة بعد…