Take a fresh look at your lifestyle.

لماذا دعا ملك المغرب شعبه إلى التخلي عن شعيرة عيد الأضحى لهذا لعام؟

0 173

تيفي24 – محمد عبيد 

على بعد 4 أشهر من الآن لحلول يوم عيد الأضحى للعام الهجري 1446، ؤجّه الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية يوم الأربعاء 27 فبراير 2025 نداءً إلى الشعب المغربي، يدعو فيه إلى عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، وذلك استحضارًا للظروف المناخية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي أثرت بشكل مباشر على القطيع الوطني، ورفعت من تكاليف الأضحية، مما قد يُثقل كاهل العديد من الأسر، لا سيما ذات الدخل المحدود.

وجاء في نداء الملك محمد السادس قوله:”..لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر.إن الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة.إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية.ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود. ومن منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة.وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.شعبي العزيز،نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب.“قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”.

واعتبر عموم المهتمين وكذلك المجتمع المغربي أن قرار الملك محمد السادس، باعتباره أمير المؤمنين، يأتي من صميم التعاليم الإسلامية التي تُرسّخ قيم التيسير ورفع الحرج عن الناس، وهو تجسيد عملي لمبدأ “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”. فالأضحية في الإسلام سنة مؤكدة وليست فريضة، وهي مشروطة بالاستطاعة، استنادًا لقوله تعالى: “لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” (الحج: 34)، وهو ما يدل على أن شرط الرزق والاستطاعة أساسي في إقامتها.

كما جاءت آراء فقهاء وسياسيين متناغمة معتبرة ان قرار الملك محمد السادس بعدم القيام بشعيرة الأضحية لهذا العام هو درس في الاجتهاد الشرعي المسؤول، والسياسة الحكيمة التي توازن بين الشعائر الدينية والمصلحة العامة. وهو يكرس مكانة المغرب كبلد ينهل من تعاليم الإسلام السمحة، ويطبقها في سياقها الواقعي، بما يحقق مقاصدها الكبرى في التيسير والتكافل الاجتماعي.

وفي ظل هذا التوجيه الملكي، تبقى رسالة العيد قائمة في جوهرها، إذ أن الأعياد في الإسلام ليست فقط مناسبات للفرح، بل أيضًا محطات للتأمل والتضامن، وهو ما يجسده هذا القرار الذي يضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار.

كما ان المجتمع المغربي اعتبر ان هذه المبادرة الملكية جاءت لتؤكد على أهمية التوازن بين الحفاظ على الشعائر الدينية وبين الظروف الواقعية، بما يتماشى مع روح الشريعة التي جاءت رحمة للعالمين، لا تكليفًا أو مشقة.

وليست هذ أول مرة يدعو فيها ملك المغرب اقتراح إلغاء ذبيحة عيد الاضحى بالمغرب، فلقد كان أن تم ذلك في عامي1961 و1996حين كان أن قرر الملك الراحل الحسن الثاني إلغاء ذبيحة العيد بسبب الجفاف والتحديات الاقتصادية التي هددت الثروة الحيوانية بالمغرب، بالمقابل قرّر الملك ذبح كبشا نيابة عن المغاربة الذين التزمت غالبيتهم بهذا المنع…

تلك القرارات رغم حساسيتها لاقت تفهما كبيرا من المجتمع أنذاك نظرا للظروف القاهرة التي كانت تواجه البلاد.

ومع استمرار الأزمات المناخية وارتفاع تكاليف المعيشة، كانت دعوة الخبراء إلى اتخاذ تدابير لأجل دعم القطاع الفلاحي وضمان استدامة القطعان… كما تطرح تساؤلات حول ضرورة إيجاد حلول تتناسب مع الواقع الحالي لتخفيف الأعباء الاقتصادية على المواطن المغربي والحفاظ على التقاليد بشكل يتماشى مع الإمكانيات المتاحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.