“اختتام فعاليات المنتدى الفكري للنقاش حول التراث الثقافي الأمازيغي: التحديات والفرص في الحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية بتيفلت”

تيفي24 – مراد علوي 

نظمت جمعية مبادرات للتنمية، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، منتدى للنقاش الفكري حول التراث الثقافي الأمازيغي، وذلك يومي الجمعة و السبت 7 و 8 فبراير 2025 بدار المواطن بتيفلت. ويهدف هذا المنتدى إلى إبراز المعالم الثقافية اللامادية للهوية الأمازيغية، وتسليط الضوء على دورها في ترسيخ القيم المجتمعية والحفاظ على الموروث الثقافي.

و قد تبنى هذا المنتدى الفكري جلستين الأولى تمحورت حول : معالم التراث الثقافي الأمازيغي ، بينما الجلسة الثانية كانت موضوع نقاش حول : أي دور للمجتمع المدني في الحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي .

وفي تصريح صحفي، أكد السيد موراد اليوسفي، رئيس جمعية مبادرات للتنمية، أن الحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين، من مؤسسات رسمية ومجتمع مدني وباحثين. وأوضح أن الجمعية تعمل على إطلاق مبادرات تهدف إلى توثيق هذا التراث والتعريف به، من خلال تنظيم ورشات تكوينية، ومعارض، وملتقيات ثقافية، مشددًا على أهمية إشراك الشباب في هذه الجهود لضمان استمرارية هذا الإرث الثقافي ونقله إلى الأجيال القادمة ، مشيرا إلى أهمية مثل هذه المبادرات في توثيق الهوية الأمازيغية وتعزيز الحوار الثقافي حولها.

وفي السياق ذاته، أبرز السيد سعيد بلفقيه، رئيس مركز مسار للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، أهمية البحث العلمي في صون التراث الثقافي الأمازيغي، مشيرًا إلى أن الدراسات الأكاديمية والتوثيق الممنهج يلعبان دورًا محوريًا في الحفاظ على هذا الإرث. وأكد على ضرورة تعزيز التعاون بين مراكز الأبحاث، والمؤسسات الثقافية، والمجتمع المدني، من أجل وضع استراتيجيات فعالة لحماية التراث الأمازيغي والترويج له، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، لضمان استمراريته وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي العالمي.

يعدّ هذا المنتدى فرصة مهمة لإبراز القضايا المرتبطة بالهوية الأمازيغية والتحديات التي تواجه الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي. فبينما تتسارع وتيرة التغيرات الاجتماعية والثقافية، يصبح من الضروري توثيق وحماية هذا الموروث العريق عبر الدراسات الأكاديمية، المبادرات المجتمعية، والفنون.

شهد الملتقى الفكري حول التراث الأمازيغي فتح باب للنقاش العلمي أمام عدد من النخب و الباحثين المتخصصين في الشأن الثقافي الأمازيغي، حيث تلاقحت الأفكار وتعددت الرؤى حول سبل الحفاظ على الهوية الأمازيغية وصون تراثها اللامادي. وقد شكل هذا اللقاء منصة حوارية غنية، ناقش خلالها المشاركون قضايا جوهرية تتعلق بتحديات التوثيق، سبل الإحياء، وآفاق تثمين الموروث الثقافي في ظل التحولات المجتمعية الراهنة.

يأتي هذا المشروع كمساهمة من الجمعية كمكون من المجتمع المحلي بمدينة تيفلت التي تنخرط في السيرورة التأطيرية الموكولة لهيئات المجتمع المدني في المساهمة في تنشيط واقتراح نفعيل السياسات العمومية باختلاف اهتماماتها. لذا، فإن جمعيتنا تعتبر هذا المشروع ورشا للتداول الفكري والتناظر الموسوم المؤطر بالرغبة في إثراء مساعي تثمين الموروث الثقافي الأمازيغي سواء المادي منه أو اللامادي .

كما يشكل هذا المنتدى الثقافي لبنة أساسية في صرح الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الأمازيغي ، سواء من خلال البحث العلمي، التوثيق، أو إشراك المجتمع المدني، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في تعزيز الهوية الثقافية الأمازيغية للأجيال المستقبلية .

Comments (0)
Add Comment