تيفي24- أحمد زعيم
صعد نادي الإتحاد الرياضي للفقيه بن الى القسم الوطني الثاني سنة 1970، حيث كان شطر الجنوب يضم أعرق الفرق (نجم الشباب البيضاوي الطاس إتحاد أسفي الراك سريع واد زم سطاد الرباطي حسنية أكادير كوكب مراكش…)، ثم جاءت الفترة الذهبية عند صعوده إلى القسم الوطني الأول سنة 1980، ومن هنا توج بلقب قاهر الكبار، عندما فتح مشواره البطولي بإنتصاره الأول على فريق عريق الوداد البيضاوي بالفقيه بن صالح بهدفين لواحد، ومن بين هؤلاء على سبيل التمثيل لا الحصر 🙁 عباس هشام ، النوري ،قاسمي، صقري، بن اليمين مايدام مصطفى، بلعابد نجيب، قاسم، ايت خويا، بريميل، المعطي، باسو، الإيطاوي، عبادة، باكريم، عزيزي، منفلوطي، غربي، عليلو، عاجل عبد الله… وعائلة العماري، عبد المجيد، كبير ، عبد القادر، عائلة الزيتوني، الدحاني، جدي، كرموش، صياغ، الشاوي، هاكني، الجزولي، أفكاري،الجابري، العالم ، محمد هشام، محاسن صالح تقيف ، محسن لكوايري ، ولد جدية، جليرويد…، واللائحة طويلة، لاعبين من طينة الكبار، فنيات و مهارات عالية…،التي كان تصفق لها جماهير غفيرة داخل وخارج الميدان، و فوق أسطح البنايات المجاورة، وأسوار الملعب، مشاهد الفرجة والمتعتة والشغف والهتافات، و الإحتجاج على الحكام واللاعبين الممزوج بالفكاهة،والانفتاح والتواصل بين المشجعين على المدرجات الإسمنتية التي مازالت شاهدة على ذلك لحدود الساعة؛ مشاهد لم ولن يكررها التاريخ، و أساطير حقيقية لكرة القدم لم يتكلم، ولم يكتب عنها إلا القليل أيام الزمن الجميل، سوى المذياع، و بعض الجرائد الورقية التي كانت تغطي مثل هذه التظاهرات والملاحم الرياضية، كالاتحاد الاشتراكي، والعلم، والبيان، و الرأي …، قبل ظهور منصات ومواقع التواصل الإجتماعي، لكن رغم ذلك تبقى الذكريات الجميلة عالقة رغم مرور الزمن بأشخاصها الطيبين المتواضعين وإنجازاتهم وتصرفاتهم وتضحياتهم…، وكانوا ومازالوا قدوة حسنة؛ وفخر في فترة ذهبية عرفت إشعاعا ومجدا رياضيا، وحفزت العديد من أبناء الفقيه بن صالح على الاقتداء بهم، وصاروا من الكبار…، وكل من عاش هذه المرحلة، فذاكرته تعجز عن نسيانها .
وأخيرا وليس آخرا أن الحديث عن التاريخ العريق لفريق عريق إتحاد الرياضي للفقيه بن صالح قد يتطلب ندوات فكرية يؤطرها مختصون وباحثون في أرشيف النادي الذي أصبح غارقا في ازماته التي لا تنتهي مع الأسف، يمارس في بطولة القسم الثاني هواة ” شطر الشمال الغربي ”
كما نعتذر وللمرة الألف للأسماء التي أعطت بدورها لحما ودما في الملاعب وضحت بوقتها ومالها ومستقبلها ومستقبل أبنائها ، ولكنها تسكن القلب والذاكرة، وهي مناسبة للترحم على قدماء اللاعبين الذين غادروا هذه الدنيا في صمت، كان من المفروض إلتفافتة إنسانية أو تكريم ردا و ترسيخا لثقافة الإعتراف للاعبين أولا، والفريق ثانية الذي كان بمثابة السفير للتعريف بالمدينة وترويج الحركة الاقتصادية والإجتماعية، والثقافية والرياضية… إبان إستقبال أو زيارة الفرق العريقة: (الجيش الملكي الرجاء الوداد الماص الكاك الفتح وجدة الجديدة النهضة السطاتية…)… كما لا يفوتنا التنويه والتقدير للرؤساء والمسيرين السابقين، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
كل هذا يحيلنا على طرح الأسئلة التالية:
لماذا سادت الرياضة، ثم وبادت رغم توفر الإمكانيات المادية، ودهن المشجعين وإلتراس والملاعب الرياضية والبنية التحتية الحديثة؛ والمدارس الكروية…؟
حسب تصريحات بعض اللاعبين القدامى و والمتتبعين للشأن الرياضي والمشجعين الغيورين على النادي، ان تقهقر الرياضة عامة ، وكرة القدم خاصة بالفقيه بن صالح راجع لسوء التسيير والتدبير، والتلاعب بأموال النادي و”البيع والشراء” ،وتضارب المصالح وضعف الانخراط، وإقحام السياسة في الرياضة، وتدخل الأحزاب السياسية والمنتخبين في تسيير النادي لإستمالة الناخبين وتلميع الصور من أجل المصالح الشخصية والحزبية…
في هذا السياق صرح صقري الجيلالي أحد صانعي صعود الإتحاد، ومؤطر وأستاذ للتربية البدنية قائلا:
“عرفت الكرة العميرية فترة زاهية أيام الزمن الجميل في بداية السبعينات والثمانينات بصعود الفريق الى القسم الثاني من مبارتي السد بسطات،وأسفي مع المسيرين الأكفاء عادل المعطي. حفيضي علي والقائد الغنيناوي، ومجموعة من المسيرين الافداذ الذين ضحوا بالغالي والنفيس من وقتهم وجهدهم بالقسم الوطني الثاني:
(جابري الغالي.الصفراري.رياض.عاقل.الحنصالي. قاسم المخربق الايوبي. القسم الاول والثاني، بالإضافة إلى اللاعبين المتميزين على سبيل المثال لا الحصر: (الحاج جوهاري .وقاسم نجيب.. ومحسن عمر. ورحال القوري. والهلالي. وباكريم عبد الكريم والزيتوني خليفة. وآخرون. وتلتها فترة الثمانينات وهي أجمل فترة للإتحاد الرياضي بحيث صعد الفريق إلى قسم الأضواء مع المسير المحنك محمد الزروالي والداهية المدرب المقتدر محمد الزروالي مع اللاعبين النشامى. هشام. محسن المعطي. قاسم . بلعبيد مصطفى. عزيزي. الكريم. منفلوطي. عماري عبد المجيد.جوهاري .الشاوي. قاسمي. باسو. النوري. صقري. الايطاوي. الغربي ليمين.علباب. النوني. عليلو ايت خويا. بريميل عبد الكريم وخضار عبد الهادي ولكببر عماري . وجدي عبد الغاني…. واخرون) .
وكان الصعود متفردا ومتميزا بحيث جل الفرق انتصرنا عليها وبحصة لا تقبل الجدل وهي أربعة لصفر وفرق انتصرنا عليها بسبع وهو نادي الميناء، وكان يلعب له أخو ميري كريمو لاعب المنتخب المغربي.
ما أحلى تلك الأيام ، كان صوت الإتحاد لا صوت يعلو عليه، وكان الجمهور يعرف وجهة واحدة هي الملعب البلدي وكانت جل المقابلات يحضرها جمهور وحشد غفير من كل المدن المجاورة ليستمتعوا بجمالية الكرة وبفريق مغمور من مدينة صغيرة يقارع فرق كبير وذات باع طويل في هذا الميدان، ويتغلب عليها على سبيل المثال لا الحصر: الوداد والرجاء والجيش وشباب المحمدية أيام عزها. وهذه الفرق كانت تأتي الى الفقيه بن صالح مدججة بأحسن المدربين و اللاعبين للمنتخب . (كالتيمومي. الزاكي. بودربالة. فرس. عسيلة. البويحياوي. البياز. اللمرييس. خليفة. خيري. ومن المدربين: لخميري مدرب شباب المحمدية. سابينو باريناكا مدرب الجيش. والبطاش مدرب الوداد. واوروز بول مدرب الرجاء.)، واصبح هذا الفريق اسمه مدويا وحديث الشارع في كل المدن وأصبحث الجرائد الورقية تكتب عنه بمداد من الفخر. “الفقيه أصبح أستاذا”. “الاتحاد الرياضي قاهر الكبار”، وأحسن الاقوال هي لعبد القادر لخميري مدرب شباب المحمدية عندما انتصرنا عليه، قال ولو أنت برشلونة ستخسر مع هذا الفريق العتيد.
وتأتي سنة 1997 وهي الفترة السوداء في تاريخ الكرة بالفقيه بنصالح حيت خلعت لباس الكرة النبيلة ولبست لباس الكرة السياسوية. مع مجيئ محمد مبديع الى البلدية أصبح رئيسا للفريق و أبعد الرياضيين الحقيقيين وقرب منه الموالين له و المنتمين لتوجهاته، وعين منهم رؤوساء، ومن تم تسييج النادي، فصار التسيير الإنفرادي في ملكيتهم، مما جعل التسيير متدبدبا وأعرجا ومشوها، رغم الدعم المالي الذي تجاوز 200 مليون سنتيم في كل موسم، لكن بدون نتائج تذكر، ولكن النقطة الجميلة في هذه الفترة والتي مسحت دموع الغبن والحكرة والمذلة ، وأعادت على الأقل الإشعاع الرائع التي عرفته الكرة ايام الزمن الجميل وهو صعود الإتحاد مع المعطي دكير ومن ماله الخاص، أما خلال السنتين الأخيرين والتي تزامنت مع ترأس الدكتور مكاوي رحال أصبح الدعم سلسا وبدون مضايقة او تحكم في الفريق وأسند التسيير للسيد طارق احبيض الشخصية الخلوقة والنزيهة وهو من عالم التسيير الإداري الذي أعطى بدوره ل “كطيوي عماد” كمسؤول سنة 2023.2024 الضوء الأخضر لتسيير الفريق، وبحضور جميع أعضاء المكتب الذين استحسنوا الفكرة وصوتوا لها بالإجماع، ومرت سنة نوعية كاد الفريق فيها ان يصعد لحسن التدبير والتسيير الذي يقوده هذا المسير الشباب النزيه، والمشهود له بالكفاءة والمصداقية كيف لا، وهو أصغر مدير لإحدى الشركات الكبرى التي يديرها بحنكة وتبصر، أما هذه السنة بحكم غياب الرئيس السيد طارق احبيض بسبب انشغالاته الكثيرة طفت على السطح خلافات مفتعلة بين بعض أفراد المكتب ما كان عليها ان تقع، لأن الأعضاء كلهم اخوة متحدين ومجتمعين فيما بينهم ليلا ونهارا، ويشكلون لمة واحدة حتى وقع ماوقع مما جعل المكتب ينقسم إلى شطرين، وبقي ثلاثة أعضاء، والآن الأمور مسندة للاخ “الغزواني لزغل” الذي عينه الرئيس في غياب الأعضاء الأخرين والذي يرون أن الأمور لا تعجب ولا تمشي في سكتها الصحيحة وأن هذا التعيين غير ديمقراطي، لإنه ملزم بتصويت أو بشكل رضائي و ما لايقبله أي عضو بالمكتب هو عدم إشراكه في إختيار اللاعبين والمدرب حتى يتحمل الكل تبعات مايقع، وهنا لن يتهرب أي واحد ويقول لست انا المسؤول انه فلان او علان.
اتمنى من الله ان تزول هذه السلوكات وتكون كسحابة صيف مرت سريعا ولم تعد..، وان الخطأ الفادح المرتكب وهو محسوب على من يسير الآن، وهو تصحيح الأخطاء وليس تشويشا أو قدحا، هو: تسريح المدرب الشاب “اكرموش” ونتائجه كانت حسنة، و تسريح بعض اللاعبين المتميزين، وهم اليوم بارزون في نواديهم الجديدة إبعاد او هو من ابتعد، و هو أحد الأضواء الكاشفة المضيئة، والتي رموها بالحجارة، والتي جعلت من نادي الاتحاد السنة الفارطة ناديا محترفا ومتألقا، عماد كطيوي يعرفه الكبير والصغير كشخصية كاريزمية اجتمع فيها كل شيء جميل ولا يحتاج لإشادتي للتعريف به .
من لاعب غيور لهذا الفريق وحتى يرجع الاتحاد لصورته اللامعة ومجده وجب وضع اليد في اليد كل من موقعه، والابتعاد عن التشردم وخلق الفتنة، والتفرقة من طرف اعداء النجاح للوصول لأغراض منفعية وذاتية.
الفريق فريقنا فلندعمه ونشجعه والإتحاد قوتنا فالنزيه والصادق والكفئ قائدنا. اتمنى لفريقي النجاح والعودة إلى سابق عهده وإسعاد جماهيريه التي تتنفس كرة القدم.”